Tuesday 19 February 2013

رحلة كتاب من بيروت إلى عمان



بعد طول انتظار، و تواصل بعد تواصل مع جملون متجر الكتب العربي، بعد الشكر وصلني طلبي، كتاب أردت أن أقرأه، أن أقتنيه، أن أوسع معرفتي بما خُط فيه، لا أعرف شيء عما ينتظرني في ذاك الكتاب إذ لم أقرأه بعد، فقد وصلني اليوم، ليس هنا الموضوع، الموضوع في قصة رحلة الكتاب التي ناهزت بأحداثها ما قد يسطره روائي فذ في ملحمة أو سيرة كما سير الأوّلين كأمثال الهلالي.

كنت قد طلبت الكتاب من الموقع يوم 25 من الشهر الأخير في العام المُنصرم، و بعد أيام قصار أعلموني بعدم توفّر الكتاب لديهم في جملون لكن بامكانهم طلبه لي من بيروت، فكان ردي بالقبول و على ذاك طلبوه من بيروت، و مضت الأيام تزحف زحفاً لطولها، ما عدت راغباً بالكتاب قدر رغبتي بمعرفة سيرة رحلته الملحميّة، من بيروت إلى عمان، و بعد معاودة التواصل مع الموقع أوضح لي من كان هناك أن الكتاب وصل و بانتظار خروجه من الرّقابة، دُهشت إذ شعرت أن ما طلبت كان محشواً بأفكار كالتي يزخر بها كل مكان، أفكار تضلل الخلق بنورها، تفسد النشء أكثر من كل الفضائيات، تبث سمومها التي تضاهي السجائر و غير السجائر من دخان، كتاب مندس عميل، تم ضبطه و مجموعة أخرى من رفاقه، رفاق السوء، قبض عليهم بالجرم المشهود، و جار التحقيق مع تلك العصابة المارقة المتسللة عبر الحدود، و أودعوا جميعاً قيد التدقيق و التمحيص بما يسمى الرّقابة.

بت ليلتي تلك أفكر، هل نحن نعيش في زمنين؟ زمن أتصفح كتب الدنيا بما حوت على حاسوبي، و زمن المركبة الحمراء؟ و قصة المركبة الحمراء، و التي وعدت من يتابعني، أرجو أن لا تظنوا أن من يتابعني كثر فهم حفنة ممن أحب إذ أنني لا أكتب عما راج سوقه من نزوات الليالي الحمراء و انحراف السّيَر باستمراء، أعود بكم إلى قصة المركبة الحمراء، ففي يوم رطب استزلقت بعض أمطار الطرقات، كان أرعن يقود مركبته الحمراء بتهوّر دون احتياط للهفوات، انقلبت به تلك المركبة و هوت بأحد المنحدرات، وصلت إليه النّجدة بعد تجمّع غفير من هواة الاستطلاع، أبلغ الرّقيب عن الحادث و بعد محاولة اسعاف ذاك الشاب كان قد فارق الحياة، عمّ الحزن المكان و لتكرار ما شابه ذاك الحادث، طالب كُثر بالبحث علّهم يتفادون مثله في ما يأتي من الأيام، شُكّلت لجنة، و انبثق عن اللجنة فريق، و عن الفريق توصيات بجلب خبرات من بلاد كثرت فيها الامطار و الانزلاقات، طُرح عطاء و مناقصة و استُدرجت عروض من مراكز ابحاث مصائب الطرقات، و بعد البحث و التمحيص و القياس و التشخيص، قدّمت مراكز الأبحاث خلاصة دراساتها المستفيضة، و بعد رفع الدراسة إلى الفريق، لخّص الفريق الدراسة و رفع ملخّصه عن التّلخيص إلى اللجنة، تباحثت اللجنة بعد اجتماع تلاه اجتماع و قرروا أن لا بد من ورشة عمل للّجنة في منتجع لتلوذ به عما قد يعكر الأذهان إذ أن القرار ذو شأن، خرجت تلك اللجنة بزبدة ملخّصة في سطور إلى صاحب القرار، و بعد أيام بعد أن نسي كُثر أمر الحادث و ما كان، خرج القرار بمنع تجوال و استيراد المركبات الحمراء.

ما عدت أعرف ما أكتب أو أقول، لكن باختصار، يا نزار إن كنت قد تنفست تحت الماء فنحن لا نتنفس حتى فوق الماء، و يا أحمد مطر إن كنت وجدت صديقك حسن انظر حوله هل وجدتنا هناك معه؟

دمتم بخير.