Monday 27 September 2010

بني الحبيب






      سليم بني الحبيب في مثل هذا اليوم قبل سبعة أعوام و في تمام الساعة العاشرة و خمس دقائق مساء أتيت إلى هذه الدنيا، يومها شعرت بمشاعر متضاربة غريبة.
      أولها حب جم ما شعرت كمثله حب، حب لا يجاريه حب و من نوع غريب، بنفس اللحظة ازداد حبي لوالدي إذ أدركت مدى حبهما لي إذ هو كما أحببتك، مهما فعلت لهما ما أنصفتهما، شعرت بحجم آلام الأم، ألم تلذذت و هي تقاسيه، حب الأب الذي لم يمهلني القدر أن أبادله جدك إذ أدركت الشعور بهذا الحب بعد أن انتقل جدك إلى جوار المولى عز و جل بأشهر قلائل.
      شعرت أيضا بخوف شديد من هذه الدنيا البائسة الظالمة، في زمن التسلق بالتملق، زمن رجال المال، زمن تشترى به الرؤوس بحفنة من النقود، لكن اعلم يا بني أن مهما كان في زمنك من قبح النفوس تسلح و أدعو الله أن يقدرني على تسليحك، لا تسليحك بقطعة حديد صماء بل تسليحك بعلم تترفع به عن الجهلة و فارغي الرؤوس و تحاجج به كل مقدر للعلم و المعرفة، أسلحك بخلق يحير أعداؤك فيعجزهم فيتهاووا كأوراق الشجر بالخريف، بني إن شعرت يوما بان العلم و الخلق الرفيع و الترفع عن الرذائل لا يفيد اعلم انك في مكان ظالم بائس لا يرتعه إلا الشياطين فاهجره و لا تأسف على أي مما كان فيه.
      بني تجنب السفهاء الجهلة احتراما لعلمك، تجنب المتسلقين المتملقين احتراما لذكائك، تجنب الصغائر احتراما لقدرك، و قبل كل ذلك تواضع و تواضع احتراما لي و لجدك و لكل من استن سنة التواضع، بني إياك أن تشعر بصغر بالتواضع فهو أساس الرفعة.
      بني الحبيب قد لا تدرك معاني ما اكتب لك اليوم لكن ثقتي بأنك من الفراسة انك ستحتوي معانيه إن شاء الله.              
      ولدي الحبيب ارع أختك و تلطف بها اغمرها بحبك فما لها سواك اعلم يا بني أنها غالية علي كما أنت، و اعلم انك إن كنت الأرض فهي زهورها و ورودها. أحبتي سليم و سارة لا ترجوا التوفيق إلا برضى أمكما.
      ولدي الحبيب الغالي كل عام و أنت بعلم و خير.  

فارس غرايبة