Friday 11 January 2013

جوز و زوج


يغمرني الحزن حينما أسمع حديث أحدهم بالعربية و هو يلعق مخارج حروفها، فحروف العربية واضحة جليّة لا لُبس فيها.

هناك فرق شاسع بين القاف و الألف، فأصيص ليست بالأصل قصيص و التي بمعنى المقصوص و ليست كذلك قسيس بمعنى الراهب، و لا أسيس فهي بعيدة كل البعد عن السياسة لأن تلك تكون يسوس، و التي إذا ما شددناها أصبحت يسوّس بمعنى وقع به السوس و السوس هنا ليس فرخ الطير بل حشرة تنخر الخشب و بعض الأحيان العقول، هي ببساطة وعاء فخاري يزرع به.

و الظاء ليست زاي و لا ضاد، فضل ليست ظل، ضل تاه كما تتوه لغتنا الآن و الظل هي العتمة إذا ما غشيت مكان، أو أخت من أخوات كان بمعنى بقي أو بات، و بالتأكيد ليست زل لأن زل أخطأ، أبعد الله عنكم الذل، و لا أدري ماذا سنقول عن ظبي؟ أستغفر الله العظيم، انتبهوا العزيم هو العدو الشديد.

أما التاء و الطاء فحدّث و لا حرج لأن في حدّس حرج لأنه من الظن و لن أضن عليكم بشيء لأنني لا أحب البُخل، صدقوني مهما قلبت الطاء تاء لن تزيد وسامة أو رشاقة و لن ينقص وزنك، فإن طبت بفعل طبيب من علة ليس بالضرورة أن تكون قد تبت لأن أمر توبتك بينك و بين ربك، أما مرضك فقد يكون معد. و شتان بين طبر و تبر و لو صنعت من التبر طبر لانحنى و لان و ما أسعفك بشيء إذا ما أردت طعن، و طعن هذه ليست تعن فتعنّ من عنّ بمعنى خطر، أي خطر بفكري، و خطر هذه ليست ختر فهي بمعنى ورد و الختر هو الخدر رغم أن في الخدر خطر.

و أعوذ بالله من الذال التي تصبح زاي و أحياناً دال، لا شك كلنا في عوز لله، و نرجوا العودة إليه، لكن لا أعدكم أن يكون في هذا الهذي هدي، فأرجو منكم العذر على ما بدر مني من عدر.

أما من يقلب الكلمات قاطبة فمن كلامه استنبطت العنوان، فالجوز هو نوع من النباتات خشبه جميل و ثمره لذيذ يشبه دماغ الإنسان، ذاك الإنسان الذي يمكن أن يكون زوج أو هو زوج أي قرين أو بعل، لا أدري سبب الخلط لربما كون أمر الزواج أو عدمه يرتبط كثيراً بالدماغ أو عدمه.

لن أطيل عليكم لاشك بجلاء مقصدي إذ ليس للسرد نهاية، أخيراً إن بحر اللغة يكاد يكون الوحيد الذي داخله مولود و خارجه مفقود.

دمتم بخير.

No comments: