Sunday 10 July 2011

جخّة ع خازوق


القاعدة المستحدثة من واقع الألم اليومي تقول " أنا متخوزق فأنا موجود"، إن كنت لا توافق فإما أن تكون غير شاعر بالخازوق أو انك من أصحاب المؤخرة الحديدية الإنزلاقيّة أو انك غير موجود.
منذ أن ابتدع الأتراك أسلوب التعذيب و من ثم القتل بالخازوق، و هو يلازمنا بكل مناحي الحياة، و تتعدد أشكاله فمنه الزئبقي الذي يتسلل بهدوء و لا تشعر به إلّا بعد أن يتم الاختراق و هذا من أقوى الأنواع، و هناك النوع المزمن إذ ما أن تشعر بأنك تخلصت من خوزقته إلا و يأتيك بألف لبوس و لبوس، و هناك الخازوق المتشعب و هو شبيه بنبتة الصبار إذ تبذل كل جهدك في إزالة آثاره من أشواك إلا أن الخازوق الرئيسي يبقى و أنت في غفلة عن وجوده، و أكثر الأنواع شيوعا الخازوق المبشّم، و هو لا يمكن إزالته أو التخلص منه كونه مثبت بإحكام و ما ابتكر من حلول لم تنجح أي منها إلا حل التعايش مع واقع الخوزقة.
يخرج علينا كل يوم من يردد حكم و مقتطفات من أقوال العظماء أصحاب الفكر الخارق أو الحارق، فيكرر الجميع أقوالهم مما يعجب الأذن و لا يتجاوزها، منها ما يدعوك إلى عدم الاستسلام مهما "التعن سنسفيلك"، أو إن خسرت أو فشلت فإنك قد تعلمت احد الطرق الخطأ، و التي تقول إن السقوط يبين لنا كم كنا على علو متناسيا أي قعر وصلنا إليه. بربكم أتصدقوا هذه الخزعبلات؟ أيها الإخوة العباقرة الحكماء: خوزقتمونا.
من هنا ادعوكم و نفسي بالجخة ع خازوق، إذ إن الخازوق آت لا محالة، فجخ و استمتع و ابتسم و لا تحزن فكلنا متخوزق و كلكم متخوزقون.
  فارس غرايبة