Sunday, 2 May 2010

أحب جدي....



      أمس الجمعة كان اليوم المفتوح في مدرسة ولدي، و كان مشاركا بفقرة عن درس باللغة العربية عنوانه أحب جدي، كم سعدت بما قدمه ولدي رغم اهتزاز كياني و بقيت متصبرا متمنعا لخاطر ولدي، آه يا سليم لو عرفت جدك!!
      جدك يا سليم لو لقيته لمنحك من الحنان في ساعة ما نعجز أنا و أمك عن منحك إياه في سنين، آه يا سليم لو عرفت جدك، جدك يا بني كان للتواضع مثالا كان يصافح العامل البسيط كما لو انه يصافح أميرا، كان يعرف و يعرف كنت أحاول أحيانا أن أحدثه بمواضيع جديدة ظنا مني انه لا يعرفها و يتركني أتحدث و أتحدث و هو مصغ حتى أظن أني قد عرفت ما لا يعرف و بعد انتهائي يبتسم و يصحح لي أشياء ذكرتها، جدك يا سليم لو لقيته ساعة لاستغنيت عن كل دلال أمك و أبيك و اكتفيت.
      لم اسمعه يوما يشتم، و لم اسمعه يوما يغتب، رغم ما عرفه من أسرار و أسرار عايشها و عاصرها و كان جزءا من بعضها، كان حليما و اكبر المشاكل كان يحلها بصبره و تحمله، رغم قلة غضبه إلا أني اذكر يوما و نحن في مجلس رجال جاء احدهم و هو لا يعرف الحضور تلسن على ابن عم لنا فما كان من جدك إلا و ببعض كلمات صارمات خلون من كل بذاءة أوقف ذاك الصاغر عن كلامه و بات الجمع يعتذر لجدك لما بدر من ذاك الشخص الذي حار ما يجيب و للأسف يا ولدي ابن العم ذاك كان و ما زال يضمر العداء لجدك بالسر و العلن.
      كم تمنيت أن تجالس جدك يا ولدي لتعلمت ما لن أستطيع أن أعلمك إياه لاني ما زلت أتمنى أن أستطيع تعلمه، الصبر الحلم كظم الغيظ و الإيمان، في اشد الأوقات كان شعاره ربك بيسر.
      ولدي سليم أثلجت صدري بالأمس، و اعذرني يا بني لقد كانت روحي تنازع حنجرتي كما هي الآن و بفيض من الدمع، فاليوم الأول من أيار ذكرى وفاة جدك ندعو له بالرحمة و المغفرة و اعتذر عن الإكمال.

فارس فالح غرايبة

1 comment:

Unknown said...

نعم يا بني ...جدك كان يحمل صفات يصعب على أي شخص ان يتحلى بها ... كم تنيت ان تراه ويراك ... الله يجعل مثواه الجنه ان شاء الله فكلما تذكرناه رغم انه
موجوددائما بذاكرتنا بهيبته ووقاره وابتسامته وحنانه
بحبه للجميع واحترامه للجميع ,نشعر بغصه لفقدانه ... الله يرحمك فانت في قلوبنا مهما حيينا يا والدي وجد ابني واب زوجي الذي يملك بعضا من صفاتك