علّمتني الأيام أن لا وجود لعفوية الأحداث، فإن أرادوا أن يحدث شيء، فإما أن يُطلقوا العنان للأيادي الخفيّة المستَتِرة وراء قفّازات مختلفة الأشكال لتتحرّك بالخفاء، و إما أن يُبادروا بمجموعة من الضّغوط تدفع باتجاه مجموعة من قرارات و توجيه إعلاميّ مع بعض المحفزات الشعبية بنكهة الوطنية، لخلق حالة من الأجواء تؤدّي إلى ما يُريدوا من أحداث و تحرّكات.
علّمتني الأيام أنّه و إن وقف خطيب مُفوّه يَصرُخ لساعات في أكثر الأماكن ازدحاما، يمكن أن يستوقف ما لا يزيد عن عدد أصابع اليد من المارّة، يرمقوه بنظرات العطف أو الاستغراب أو أن لا يسمعه أحد كونه بنظرهم مجنون، و كل من يسمعه منهم لن يدرك موضوع الحديث بتاتا لازدحام الهموم.
مِن هذا، و لا أدري هل هو تفكير ملتو أم أنّني أهذي!! يبرز في لبّي تساؤل لم استهدي إلى الجّزم بجوابه، ماذا بعد؟ ما الغرض، ما الغاية؟
هل نَضج ما يُطبخ من قرارات سياسيّة مصيريّة في كواليس السّاسَة خفاء في تلك البلاد البعيدة بمشاريع عابرة للإرادات و الأماني؟ أم أن نُذر قدرنا في هذا الحي من المعمورة تَلوح بالأفق بحرب جديدة؟ فلا بد من تهيئ التربة الخصبة لدوّامة اندهاشاتنا الساذجة اللامنتهية؟
لا أؤمن بعفويّة الأحداث و لا بعفويّة التحرّكات و فوق كل ذاك لا أؤمن ببراءة السياسة.
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment