Wednesday, 12 January 2011

سهل البركان


      قليلة هي الأشياء التي باتت تسعدني، أتوجس من كل خبر و كل صورة، اقلب الأصوات باحثا عن الطعن المخفي من وراء الظلال القاتمة و الأيام القادمة، ماذا يضمر لنا الغد بطلّته الرهيبة؟
      بالأمس كانت تونس خضراء و اليوم كأنما خضبها لون علمها حمراء، و مصر أصبحت كأنها لا تنام ليلها إلا مرتجة كطفل اعتاد هز أمه لسريره في ليلة شتاء، و الجزائر كأنه ريشة قذفها طائر بالهواء، و السودان أصبح سودانان للغرب رياء.
      أيعقل أن أرضا كانت تطعم الرومان يبات احد بها جوعان؟ نعم حوران، سهل البركان. و يعقل أن ساكن النيل ظمآن؟ للحق عطشان؟ مستحيل أن ابن بطل صنديد مغوار يكون جبان؟
      سحقا لهذا الزمان.
      كأننا في قارب بلا شراع و لا دفة و لا ربان، في قعره خرقان، احدها هناك إلى الغرب منا و آخر إلى الغرب من إيران، لوحة رسمت بدم طفل أبدعها شيطان، بريشة من جناح هدهد سليمان.
      سحقا لهذا الزمان.


فارس غرايبة 

No comments: