قليلة هي الأشياء التي باتت تسعدني، أتوجس من كل خبر و كل صورة، اقلب الأصوات باحثا عن الطعن المخفي من وراء الظلال القاتمة و الأيام القادمة، ماذا يضمر لنا الغد بطلّته الرهيبة؟
بالأمس كانت تونس خضراء و اليوم كأنما خضبها لون علمها حمراء، و مصر أصبحت كأنها لا تنام ليلها إلا مرتجة كطفل اعتاد هز أمه لسريره في ليلة شتاء، و الجزائر كأنه ريشة قذفها طائر بالهواء، و السودان أصبح سودانان للغرب رياء.
أيعقل أن أرضا كانت تطعم الرومان يبات احد بها جوعان؟ نعم حوران، سهل البركان. و يعقل أن ساكن النيل ظمآن؟ للحق عطشان؟ مستحيل أن ابن بطل صنديد مغوار يكون جبان؟
سحقا لهذا الزمان.
كأننا في قارب بلا شراع و لا دفة و لا ربان، في قعره خرقان، احدها هناك إلى الغرب منا و آخر إلى الغرب من إيران، لوحة رسمت بدم طفل أبدعها شيطان، بريشة من جناح هدهد سليمان.
سحقا لهذا الزمان.
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment