في بهو أحد الفنادق، في رحلة طالت مدّتها، و تلك الأيام كنت أتواصل مع الجميع، و خصوصا في تلك البلاد، إذ ما من تفسيرات و تأويلات لتصرفاتك سوى ما بدر، فإن ابتسمت لأحدهم رد الابتسامة دون تفسير و تأويل مريض لابتسامتك الأولى.
على أي حال صادفت فتاة و بدأنا بالحديث، لا أدري كيف وصل بنا الموضوع إلى الأحلام و ما هي، ففاجأتني بسؤالها: لم تعتقد أنك لا تعيش حلم الآن و الأحلام هي واقعك؟ أنت في حلم فعلا و أحلامك هي محاولة روحك الخروج من هذا الحلم.
التفت إلى رفيق سفري الذي جاء معي من عمان و قلت له: نحن في مكان خطأ، فلننسحب و بسرعة، و بعد انسحابنا الدبلوماسي.
سأل رفيق سفري: ما المشكلة؟
المشكلة أنها إمّا متعاطية لشيء ما أو أنها فاقدة لمعان التمييز.
عاودتني الذّاكرة لمقولتها، لم تعتقد أنّك في الواقع و لست في حلم، و حلمك هو الواقع و تحاول روحك بالأحلام العودة إلى واقعها؟ سؤال في مكانه، لم نعتقد أنّنا نعيش واقع؟ هل بسبب المشاعر؟ أو الآلام؟ فبالأحلام نشعر بذلك أحيانا، كثير ما كنت أبكي بأحلامي، و كنت أصحو و الدمع على خدّي، ما مدّة حياتنا مقارنة بأزلية الروح؟ إنّها أقصر بكثير من مدة أحلامنا مقارنة بحياة أجسادنا.
هل هناك ما يشير إلى زوال أو موت الرّوح؟ أنا شخصيا لم أجد، فالرّوح بالموت تغادر الجسد، كما ربط البعض الأحلام بالروح و مغادرتها الجسد أثناء النوم، لا أدري مدى صحّة التفسيرات للأحلام و أسبابها لكن ما من شيء يشير إلى فناء الروح.
لِمَ نربط أرواحنا بأجسادنا، فالحياة للأجساد و الأزلية للأرواح التي تعود لبارئها، فبالحياة نغذّي الأجساد و الأرواح، بالغريزة غذاء الجسد، و بالروحانيّات على اختلافها و تعدّدها غذاء الروح.
الموضوع شائك ضبابي و مضحك للبعض، لكن قبل أن تضحك أو تحكم فكّر و تعمّق، و ابتسم بعد ذاك بروحك لا جسدك.
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment