عوني و محمود شيخان يعيشان في بلدة حياة متواضعة، ما مر بحياتهما يوم إلا و التقيا به، عوني ضعيف السمع و يعتمد على محمود بإعادة كل ما لم يسمع بصوت عال، و محمود نظره ضعيف و كأن عوني هو عينه التي يرى بها.
وصلت ذاك اليوم بطاقة دعوة لمحمود لكن نظره لم يسعفه ليعرف محتواها، فما كان منه إلا أن ذهب إلى صديقه عوني ليقرأ له محتوى البطاقة.
محمود: يا عوني .... عوني.
عوني: ها يا محمود مالك؟
محمود: شوف شو هالبطاقة؟ ما عارف اقرأها، اقرالي؟
عوني: بطاقة دعوة لمهرجان انتخابي يا محمود، بدك اتروح؟
محمود: يا جهد البلا.... وين انشالله بدها سيارة؟
عوني: لا هون قريب مشي بتوصل.
محمود: اذا بتروح معي بروح.
عوني: طيب بروح مشانك، بس مهرجان شو في يعني بكون؟
محمود: اول مرة بيمر علي، انا باسمع عن مهرجان جرش، بس انتخابي!! اول مرة بسمع فيه.
محمود: يا عوني .... عوني.
عوني: ها يا محمود مالك؟
محمود: شوف شو هالبطاقة؟ ما عارف اقرأها، اقرالي؟
عوني: بطاقة دعوة لمهرجان انتخابي يا محمود، بدك اتروح؟
محمود: يا جهد البلا.... وين انشالله بدها سيارة؟
عوني: لا هون قريب مشي بتوصل.
محمود: اذا بتروح معي بروح.
عوني: طيب بروح مشانك، بس مهرجان شو في يعني بكون؟
محمود: اول مرة بيمر علي، انا باسمع عن مهرجان جرش، بس انتخابي!! اول مرة بسمع فيه.
و على ذلك عزما الأمر أن يذهبا ليتعرفا على ما هو ذاك الشيء، و في الموعد ذهبا سيرا إلى ذاك المكان، و صدفا بطريقهما جموع من المدعوين ممن عرفوهم و ممن لم يعرفوهم، و ساقتهما الطريق إلى ذاك الصيوان الكبير الذي ترى الأضواء حوله من على أول الطريق، دخل عوني و محمود المكان مندهشين الأول مما سمع و الآخر مما رأى، و جلسا.
عوني: ا ش ا ش اش .... شي فخيم يا محمود و الله كانه وزير بده يجي.
محمود: سامع سامع يا عوني، لا مش وزير هذا مرشح للانتخابات، سمعت زيد الهامل بقول انه مشان مرشح الانتخابات.
عوني: و الله اشي منتاز، مين المرشح؟
محمود: ما عرفت، بس شكله ناجح لانه برضه زيد قال انه في كنافة.
عوني: و الله كنافة، منتاز منتاز.
و بعد دقائق دخل المرشح المكان فقام الجميع بالتصفيق و التصفير و منهم من هلل و رحب.
محمود: شو في مالهم بصيحو و بزقفو؟ اجت الكنافة؟
عوني: ماني عارف، مش عارف اشوف ما كلهم وقفوا و ما قادر اشوف شو في!!
التفت اليهما شاب بجانبهما و اعلمهما ان المرشح صاحب الحفل قد وصل.
عوني: لا يا محمود مش الكنافة، اللي اجا المرشح.
محمود: يعني ما فيش كنافة؟
عوني: اصبر يا اخي شوي بلكي اجت الكنافة بجوز يوزعوا اشيا ثانية اصبر ان الله مع الصابرين.
محمود: لا اله الا الله، ع الله اتكون خشنة.
عوني: يعني فارقة معك خشنة و الا ناعمة؟
محمود: لا و الله بس يعني الواحد بتمنى.
بعد لحظات بدأت الخطابات و الاشعار و الاغاني الحماسية، و محمود و عوني يصبران نفسيهما.
عوني: شو بيقول اللي بسولف؟
محمود: حكي زي التلفزيون بالاخبار و الله ما ني فاهم شي.
عوني: طيب قال اشي عن الكنافة؟
محمود: لا بعده و لا جاب سيرة.
عوني: بالك فلم و اكلناه، يا خوفي طرقنا المشوار ع الفاضي و شوي بنروح متعشيين خطبة و متحليين قصيدة.
و ما ان انتهت الخطب العصماء و الاشعار، و إذ بالكنافة تدخل من طرف الصيوان.
عوني مبتسما: مش قلتلك ؟ هاي لكنافة اجت.
محمود: ها و الله؟ خشنة؟
عوني: بعيدة بعدها، ما شفت.
محمود: انا سامعهم بقولوا خشنة كيف انت مش شايف، و انا امفكرك زرقاء الحمامة.
عوني: اسمها زرقاء اليمامة.
محمود: ها كنافة ناعمة؟
عوني: يا زلمة اسكت فظحتنا.
محمود: اللهم طولك يا روح.
وصل الدور إليهما بالكنافة، و أكلا حصتهما و غادر الجمع وحدانا و زرافات و من ضمنهم عوني و محمود.
و في طريقهما مقفلان إلى بيتيهما.
محمود: شو اسمه؟
عوني: الوادي الاحمر.
محمود: وادي شو يا عوني بقول شو اسمه؟
عوني: النجمة او لبيبة.
محمود: يا زلمة شو بتخبص، بقولك شو اسم المرشح؟
عوني: ها المرشح..... ايه ايه و الله ما عرفت، يالله بس الكنافة طيبه.
محمود: اه بس لو زايدين القطر شوي، ول عليهم ما ابخلهم، نقطة قطر ما حطو عليها.
عوني: شايف شايف.
محمود: لا مش شايف ما انت عارف اني بشوفش.
عوني: يا محمود جيب البطاقة، بلكي عرفنا اسم المرشح.
محمود: البطاقة معك، انت الي قريتها و تركتها معك.
عوني: شكلي ناسيها.
محمود: استنى معي المغلف، بلكي عليه الاسم.
عوني: هات اشوف، مكتوب على المغلف السيد منير عوني المحمود.
محمود: مين؟
عوني: محمود هاي الدعوة مش الك هاي الدعوة لمنير ابن عوني المحمود.
محمود: يعني مش الي؟
عوني: لا مش الك، اصلا انت وجه مهرجانات؟
محمود: ما شا الله عنك تقول البطاقات بتيجيك زيح.
عوني: ليش هو انت مسجل بالانتخابات؟
محمود: معيش بطاقة اصلا.
عوني: طيب طيب، فوت ع دارك هيّك وصلت، تصبح ع خير.
محمود: و انت من اهل الخير.
فارس غرايبة
1 comment:
منتاز منتاز
Post a Comment