أين ضوء الصباح؟ هل قتلتم الشمس؟ أم أنها غضبت إذ أردتم أن تطفئوا نور حقها؟ ماذا إن حقا لم تأت؟ هل تستطيعون حياة صباح بلا دفء نورها؟ أمنكم من أوغل في التكبّر حتى ظن ذلك، لكنه لن يكمل أي صباح، أم منكم من اعتاد ظلمة الليل؟ و اخترق الظلام فؤاده حتى اسودت أيامه و باتت كالليل البهيم لا يرى إلا ما يريد فيسلط عليه ضوء مصباحه، فلا يرى إلا بما يأذن له نور ذاك المصباح الباهت الضعيف.
ان أردت أن تطفئ نور الشمس لا تقتلها بل عش ليلك لوحدك فانا أحب نور الشمس لأرى الحق و ليدفئ قلبي فأبصر الحقيقة، ظالم نفسه من عاش في ظلمة و ظن أن الظلمة تستر عيوب فكره المريض، أو انه بالظلمة لا يرى سواه فيعيش في ظلمات الأنا و عجرفة الانطواء، حسرتي على كل من حرم نفسه دفء الحقيقة.
كم هو مؤلم أن تعيش مجتهدا بالخير و العطاء دون إكراه أو منة، و يقابلك اقرب الناس إليك بالنكران و الاستخفاف، هل غشيت عيونكم ظلمة الكبر أم ظننتم أن احترامي لكم من ضعف؟ كلا، لن تذهبوا بي إلى سواد ظلماتكم كلا، كلا لن ابكي ظلمكم بل سأبكي تيه روحكم في ظلمة الحقد الدفين في نفوسكم الضائعة في ضوء المصباح البائس، أمّا أنا فسأبقى احتفي كل صباح بدفء نور الشمس و انظر فأرى كل حق حتى و إن غاب بالليل أبات على يقين أني على موعد مع ذاك الحق كل صباح.
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment