بعض الكلام لا تحتمله الكلمات و تهابه الحروف، كما شمس الصباح تفر منها النجوم، و أحيان تأتي بسذاجتها الغيوم، ظنا بأنها تحجب النور، لكن الريح تطردها إلى ما وراء الغسق البعيد، فتبكي و دمعها يبلل الطريق، طريق الحياة أبدا لا نعرف أهو قصير؟ أم زلقة وعرة هي الطريق؟ تتعرج بنا الأيام بين شهيق و زفير، بعض الشهيق مؤلم لكن لا حياة دونه و بعض التنهيدات زفير، ننام هربا من آلام، فتؤرقنا حلما يمزق هدوء الليل، بسكين الهم الدفين، نبحث في الغد عن دواء لذاك الذهن العليل، فنغوص برمال صحراء النفس بحثا عن دواء يشفي سقما في الأحشاء دفين، أهو وهم اصطنعناه أم حقا وباء مستشري بين الأضلع يسير؟ دموع تحرق الأجفان تغتصب البكاء فترتد على الصدر عبئا ثقيل، أتوقفت الأرض سعيا وراء الغد بشروق الشمس الجليل؟ فتصبح لتجلي العتمة و يمضي يوم من الزمن الحقير، زمن استفحل في نفوسه حقد دفين، يستتر وراء نفاق رياء لوهلة جميل، ضاع الحق و دفنه غبار القبور، فتنازع النفس الأبية و تتوق للنفور، تصارع الهدوء تصرخ أما من نصير، لكن لا ندري إلى أي وجهة نسير، أسيباغتنا الغد بألم جديد، بيده سيف قُدّ من حديد، أم أن في الغد عيد؟
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment