Wednesday, 2 March 2011

دمع القلم


      لا أحب السهر لكني للنوم أكره، أكره النوم كل يوم لأنه يأتيني بالغد اللئيم و كم الغد أكره، و أكره أن أصحو لأني بالغد سأكون، كم ظالم أنت أيه الغد، لا أعرفك لكن أول أمس نمت و كان الأمس بائس و اليوم أظلم فلِمَ يكون الغد غير ذاك؟
      اعتذر منك يا ولدي، انظر إليك، أتنهد، كم من الغد سترى ستكابد، عذرا ولدي آسف أنا عن ما في الغد و بعد غد، أراك تبتسم تضحك فأعلم انك لا تعرف الغد، الغد يا ولدي غدر، هم و كرب، مهما أعددت له يأتيك بغتة لئيم حاقد أسود هو الغد.
      يا ولدي بأي أصقاع الأرض ستكون تعيش بالغد؟ أنا ذقت ببلادي طعم الغد، و خلاصة ما تجرّعت و رأيت أوجزها لك نصيحة أب، ارحل يا ولدي، فغد أرضك مر، غد أرضك قهر للحر، لا تكترث بما يدور من حولك مما يسمى تغيّر تحرّر أو صلاح للأمر، إنها أشكال ظالمة جديدة تأتي أصلب و أقسى من ذي قبل، لا بل مناعتها أقوى و أشرس و أشد جور، ولدي أخاف عليك ممّا بعد غد.
      بلادي كانت جميلة وصدرها أوسع، لا أدري هل لجهل طفولتي برأيي إصبع، الآن أصبحت أرض نهمة للخير تبلع، وذكر لصاحب فضل لن تسمع، لسيرة كل من كان ذو ود تقمع، تذل العزيز و الحقير ترفع، لا علم و لا أي فكر ينفع، حقد و الكل بحسده يدفع، مقامك يُرفع إذا بالنفاق لسانك جعجع، أمّا إن حقاً قلت فثمن باهظ تدفع، ما من أحد للصدق ينصت ليسمع، حتى باتت لكل غرور متكبر مهجع، الشيطان و أباليسه لهم بها وجدوا مرتع.
      ارحل بني سر على صفحة ماء البحر، لا تكترث للموج فهو عابر و صاغر، على صخر الشطآن زائل، انظر الشمس و لا تنتظر القمر، إن واجهت ريح لا بأس فبعده خير المطر، لا تنخدع بزرقة الماء فقد سرقتها من السماء، و إياك أن تحاول الصعود بعيدة هي السماء، و كلما بمعراجها ارتفعت انقلبت سوداء،  إذا وصلت شاطئ المس الرمل فإن شعر قلبك دفء المكان فانظر حولك فالمس الألوان، و أصغ إذا ما أرهفت سمعك أي الحان، فابحث عن ابتسامة بريئة من أي إنسان، وقت ذاك اطمئن فأنت وصلت بر الأمان.

فارس غرايبة

1 comment:

Arghavan said...

رائعــــــــــــــــة