Sunday, 13 March 2011

سفن تحترق


      لماذا للسفن أنت حارق، فما أنت لأي شاطئ طارق، يا ابن زياد ألن تزور البلاد؟ عبر الزمان يُكتب التاريخ للسلطان، فإذا ما باد صار عبرة للعباد، كيف سنغادر في زمن الفجّار؟ فطارق أجّج بالسفن النار، و رمادها خطفه الريح مع موج البحار، وصفوا الجيش الجرّار فتخيلت سرب نمل يدب لالتقاط بعض حبّات قمح رُويت بعرق من بالريح ذراها ليستخلص من تبن الزمان حبات سمان، و بالمطحنة سمع جعجعة و سلبه الطحّان، فما رأى طحنا و لبيدره عاد، جلب لوحا مزركش بحجارة بركان، لا ليكتب بل ليقف عليه، و يحثّ دابته و بعزيمة الصابر ما كان الطحّان له قاهر، درس بقايا حبّات نازع عليها الطير، و بيديه المشققتين بعبَر الزمان، لملم ما بالبيدر بعد الدرس كان، حملها كأنها كنز من لؤلؤ و مرجان، و بالبيت على حجر الرحى القديمة طحن حبيبات قليلة، فكان أي شيء خير من لا شيء الطحّان، طحن ما كان و أبقى حفنة، و أولاده يحثّونه لطحن الحفنة، فنظر إليهم و قال و الأرض بعد الحرث من أين لها البذار، اعلموا أن بلا زرع لا تنزل الأمطار، أتظنون أنها تنزل لتسقي حدائق و جنائن الفجّار؟ أترون ذاك الجبل الشامخ البعيد، وحيد بالسهل كالغريب؟ انه بركان هو صامت هادئ الآن، لكنه ينظر إلى الطحّان، فان تمادى و بات يسلب دون ردع أو حسبان، سينفث حمما تطال أيّا كان.

فارس غرايبة

No comments: