نسعى دائما إلى إستفقاد الذاكرة، إستفقاد لأننا لا نفقدها فعليا، بل ننزع إلى تخليلها في معلبات نتناولها مرحليا حسب الطلب أو الجو العام أو المحيط أو حتى الجلسة، فالآن نتناول معلبات مخلل الفساد، لا ندري بعد قليل ممكن أن نتناول معلبات مخلل كرة القدم، أو معلبات مخلل المطبّات بالشوارع أو معلبات مخلل أيلول المحلي لا الأمريكي.
الاستغراب نابع من أن هذا كله ليس أول مرة، كل شيء ليس أول مرة، ففي الزمن ليس البعيد نستذكر أسماء في ذاكرة المخلل، و كأن حياتنا كما صبغها تلفزيوننا، مكررة و معادة، و من أسماء ذاكرة المخلل، رهيجة ..... لا أريد أن أوضح، و بعد الاستغراب أظن أن مخلل الاعتصامات كان له الدور بتحديد أسماء بعض المستشارين، و قضية البورصات فاذكر شيء يقاربها فيقفز لذهني اسم رزق، أما الشركات الاستثمارية و استقطاب المستثمرين و الهيئات الاعمارية فحدث ولا حرج، فمن إعمار العاصمة التي زرعت حدائق إسمنتية استثمارية استُملكت للمنفعة العامة إلا أنها أُجّرت للمنفعة الأمانيّة، مرورا بحديقة عمرة و وصولا لا انتهاء بحديقة عبدون، فهي تذكرني بالمسلسلات اللامنتهية كـ "داينستي أو دالاس" فكم مر على أردننا (جى آر) و للفكاهة ف (جى آر) بالاسبانية يلفظ (إخ إره) و ما أكثر ال (أخ إره) في بلدي، ذكريات و ذكريات ليس ما يقوله إعلان حليب نيدو عن ذكريات أيام سعيدة بل ذكريات كبروا معها الصغار.
هل هناك هدف من إبقاء الحال على ما هو عليه؟ أم الهدف الحفاظ على المخلل؟
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment