Sunday, 5 December 2010

الضاد


      يجافي النوم جنبات من خانته فصاحة لسانه في التعبير عن مكنونات خلجات لبه لركاكة في لغته، ليس نقصا في مفردات تزخر بها لغته بل تنصل في الغابر من الأيام و توغل في إتباع الهوى و سعي وراء مظهر امتد على مر الدهر، فكان يتبجح و يتمجح كل من تلعثم بلسان القوي من الأمم، فقبل هذا الزمان سادت لغة الترك فكان يتحدث بها علية القوم فيما بينهم، و في يومنا هذا يتملق الخاصة و العامة سادة هذا الزمان و ينطقون بلغتهم كمن يلسّ مضغة في فيه.
      لا ضير في تعلم ألسن الخلق كافة، لا بل مما حمد و اثني على مبدعه، أما أن يصير نطقك بالعربية تعبيرا و معاملة نقيصة، فهذا كفران لا ممدوح، و منهم من يحاججك بأنها لغة لا تزخر بمفردات كافية للتعبير عن ما آل إليه علم هذا العصر، أقول لا أنت في خسر بل إنها لغة ما يشوبها أي معيب بل ما يعيبها ملسنيها من أبنائنا، فهي تزخر بتعابير عز نظيرها إن كان بالأدب أو الثقافة أو العلم، فمن منكم ينبغ بمعنى كلمة طرب إذ أن المغنى بهذه الأيام مبلغ الإرب؟ و أي من الألسنة نضح ظمأ الشعراء كما العربية؟
      و قبل كل هذا و ذاك، أي لغة مما تفقهون نزل بها ذكر من الله و كتاب محفوظ بأمر رب العزة؟ فإن غرب الزمان و طال، فاندثرت أمم و تبلبلت ألسن البشر، لساني محفوظ ما بقي الزمن و طال أمد الدهر.

فارس غرايبة

No comments: