كم أزعجني هذا الموضوع، أسميهم ميليشيا للتشابه الكبير بينهم و بين الميليشيات عموما، أنهم قوات السيخ أو الأنتين، يتمركزون غالبا عند مداخل الفنادق ليس أي فندق بل الفنادق خماسية النجوم، و التي مسمياتها متأمركة، اليوم مررت عند فندق الفصول الأربعة، و أصررت على عدم فتح صندوق المركبة، فألح عنصر الميليشيا انه ممنوع، سألته بسلطة أي قانون، فأجاب أن الكاميرات تصور كل شيء، فأعلمته بمعرفتي القانونية المتواضعة بأنه ليس ضابط عدلية و أوضحت المعنى ببساطة انه ليس من الشرطة فلا صلاحية له لتفتيش أي شيء، فرد بأن الكاميرات تصور كل شيء، سألته ماذا لو وجدت شيء و اتهمتك انك من وضع هذا الشيء في الصندوق؟ فأجاب أن كل شيء مصور بالكاميرا، لوهلة اعتقدت انه آلي مبرمج أو أنه من طائفة جديدة تقدس الكاميرات، و شعرت بسخف شديد لنقاشي معه، فاعتذرت و لم أمُر من ذاك الشارع المغلق بقواطع إسمنتية و خوازيق حديدية كأن الشارع ذاك ملك للفندق و لم يقتطع من ارض أناس للمنفعة العامة و دفع ثمن ذاك الاستملاك من الضريبة التي تضرب رؤوسنا كل يوم.
لسخافة الأمر أن ذاك الفندق يمتد من الجهة الأخرى على شارع رئيسي أقرب من موقع تمركز الميليشيا إن افترضنا أن الغاية درء الأخطار، أو أن أي فندق آخر من أمثال فندق أبو ربحي افتراضا أن هناك فندق أبو ربحي من فنادق النجوم الأربع لا يعتبر بالأردن و نزلائه إذا ما استهدفوا فهم ليسوا من الدرجة الأولى فلا نبالي، لا أدعو لوضع ميليشيا عند كل فندق أو تحويط الحالي بالميليشيات لا دخيلكم نحب ان نصل الى وجهاتنا بعمان خلال نفس اليوم، قصدي أن هذه المظاهر التشبيحية لا تخدم أي شيء لا بل تطبع صورة لدى أي مواطن أو زائر مشوهة لا تمت للواقع بصلة، مثلها مثل مظاهر تشبيحية كثيرة منتشرة بلا معنى أو تفسير.
عذرا على العنوان إلا أنني لم أجد أفضل و أهذب من هذا الوصف فكان العنوان.
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment