Wednesday 16 March 2011

كلام الدمع


      ارتعشت على الوجه قطرة، حائرة هي ترتجف بين ثنايا ذاك الوجه المليء بتجاعيد الأيام، دمعة؟ تبعت صرخة؟ لا لم يبق بين الجّفون رمق، حتى الأنفاس جفّت، و الكلمات من الحناجر ملّت، و التنهيدات من الصدر نفِذَت، و العيون بالسهر أرقت، جفل الوجه من مداعبة القطرة لبعض شُعَيرات نَمَت بعد نسيان، فانسلّت قشعريرة لباقي الجسد الهزيل الواهن، جسد تَعِب لا يريحه مجلس، و الفراش يلفّه ألم اللّيل الطويل، ما عاد حديث يلهيه، و لا كتاب يسلّيه، حتى الأفكار ما عادت تجدي، يحدّث مَن حوله وكأنه يتلفّظ بطلاسم شيطانيّة و ما من مصغ، وحيد بدوّامات الخواطر تائه، يغوص بين لفائف الأفكار، يختنق يغرق، أأحد هناك؟ يصرخ، ما من مُجيب، لا شك أنّه هنا غريب، لأن مِن الإشارة يفهم اللّبيب، و يلوّح بيديه مستنجدا مستعطفا، ما من فاهم لإيماءاتك العجيبة، أترقُص ما بك تتحرّك بشكل غريب؟ انتفض و بعزم و بأس من الاختناق خرج، و بصوت أجش من حنجرة جرّحتها الكلمات بدموع نطق، و بنظرات مضرّجة بالآلام عبّر، فترَقرَق دمع على وجنتيه انهمر صارخا ما بكم أيّه البشر أصبحتم كالحجر؟ 

فارس غرايبة

No comments: