ارتعشت على الوجه قطرة، حائرة هي ترتجف بين ثنايا ذاك الوجه المليء بتجاعيد الأيام، دمعة؟ تبعت صرخة؟ لا لم يبق بين الجّفون رمق، حتى الأنفاس جفّت، و الكلمات من الحناجر ملّت، و التنهيدات من الصدر نفِذَت، و العيون بالسهر أرقت، جفل الوجه من مداعبة القطرة لبعض شُعَيرات نَمَت بعد نسيان، فانسلّت قشعريرة لباقي الجسد الهزيل الواهن، جسد تَعِب لا يريحه مجلس، و الفراش يلفّه ألم اللّيل الطويل، ما عاد حديث يلهيه، و لا كتاب يسلّيه، حتى الأفكار ما عادت تجدي، يحدّث مَن حوله وكأنه يتلفّظ بطلاسم شيطانيّة و ما من مصغ، وحيد بدوّامات الخواطر تائه، يغوص بين لفائف الأفكار، يختنق يغرق، أأحد هناك؟ يصرخ، ما من مُجيب، لا شك أنّه هنا غريب، لأن مِن الإشارة يفهم اللّبيب، و يلوّح بيديه مستنجدا مستعطفا، ما من فاهم لإيماءاتك العجيبة، أترقُص ما بك تتحرّك بشكل غريب؟ انتفض و بعزم و بأس من الاختناق خرج، و بصوت أجش من حنجرة جرّحتها الكلمات بدموع نطق، و بنظرات مضرّجة بالآلام عبّر، فترَقرَق دمع على وجنتيه انهمر صارخا ما بكم أيّه البشر أصبحتم كالحجر؟
فارس غرايبة
No comments:
Post a Comment