Sunday 27 March 2011

غد وطني يخيفني


      بالأمس لم أنم، ليس لمرض الحمد لله و لا لسقم، لكن بالأمس كما قلت في الثالث عشر من كانون الثاني من هذا العام وطني يؤلمني، و بالأمس أرّقني.
      نعم لفت نظري كل ما حدث و يحدث منذ مدّة في بلدي، نعم آلمني ما حدث و يحدث، لكن أشد ما لفت نظري و آلمني انعكس أرقا و خوفا، ليس خوف على نفسي بل خوف على الغد، غد بلدي و غد ولدك و ولدي، و هو ذاك الكم من الحقد الدّفين، آسف أن أرى ذاك الكم من الحقد و البُغض الذي عند أول لن أقول امتحان لأنه لم يكن بل هو أقل بكثير من امتحان، انه تحرك بسيط و ضع كل أجزاء مجتمعنا أمام هزة صغيرة ضعيفة، فتمخّض عنها بروز لهذا الكم المهول من الأحقاد و مظاهر الفرقة و التشتّت.
      هناك خلل، ليس الموضوع مرتبط بجزئية أو فئة صغيرة بسيطة لا، أرجوكم أن لا نكذب على أنفسنا، كمن يشعر بالصّداع و يرفض مراجعة الطبيب ليموت بعد فترة قصيرة بالسّرطان، إنها مشكلة و كبيرة، و كأن هناك من يرعاها ينمّيها و يجتهد بإذكائها، لست مختص اجتماعي لكن هناك خلل اجتماعي تربوي حقدوي، رأيت بالأيّام القليلة الماضية كل أنواع و تصانيف التمييز بشتى أشكالها و درجاتها، ناهيك عن الأمراض النفسية التي طفت على السّطح عند غياب و لو بسيط جزئي للمهدءات و المسكنات و الضوابط، رأيت رُهاب مزمن مستشري من كل شيء.
      لم اعد اقتنع أن ما يعثّر نماء وطني الفساد و المفسدين فحسب، لا بل بت على شبه قناعة أن ملح العنصرية، الأحقاد، البغض، التمييز و الكراهيّة هو ما يحرق ارض وطني فباتت أرضا عقيمة لا تنتج إلا الحسد و الرماد.
      نعم كان وطني يؤلمني لكنّه الآن يؤلمني يؤرّقني و للأسف غده يخيفني.

فارس غرايبة


No comments: